وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ مرتضى دانشمند"، الباحث في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)، حيث تناول أبعاد شخصية هذه السيدة الجليلة بالاستناد إلى سورة الكوثر.

وقال الشیخ مرتضى دانشمند إن الله سبحانه وتعالى يقول في الآية الأولى من سورة الكوثر مخاطباً النبي (ص) "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ"، وقد ذكر المفسرون أكثر من 20 مصداقًا للكوثر".

وأضاف: "بالنظر إلى مقابلة "الكوثر" مع "الأبتر"، وأيضاً إلى أن سورة الكوثر جاءت لمواساة الرسول الأعظم (ص)، يبدو أن أبرز مصداق للكوثر هو السيدة فاطمة الزهراء (س)."

إقرأ أيضاً:

وأردف الباحث في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران، قائلاً: "لقد أدّت السيدة الزهراء (س) بصفتها مثالاً بارزاً للكوثر جميع الأدوار التي كان يُتوقع منها كـ "أفضل سيدة في العالم"(سيدة نساء العالمين) على أكمل وجه."

واستطرد موضحاً: "بعض هذه الأدوار، مثل دور الأم، والزوجة، والابنة، معروفة لنا إلى حدّ ما، لكن السيدة الزهراء (س) بالإضافة إلى ذلك، قامت بأدوار أخرى في مجتمعها وزمانها، والتي للأسف لم يتم تحليلها وشرحها بشكل جيد حتى الآن، وهنا نشير إلى بعض منها".

وأشار إلى دور القيادة الفكرية والعقائدية للتيار الاجتماعي للسيدة الزهراء(س)، موضحاً: "كتب المؤرخون في هذا المجال أنه بعد وفاة النبي (ص)، ظهرت حركتان متضادتان تولّت قيادتهما امرأتان؛ الحركة الأولى كانت الثورة الفاطمية التي عرضت كيان النظام السياسي للخليفة الأول للخطر."

وتابع الشيخ دانشمند قائلاً: "أما في الحركة الثانية التي واجهت الحركة الأولى، فقد وقفت عائشة (ابنة الخليفة الأول) في مواجهة الإمام علي (ع)، زوج السيدة الزهراء (س)."

وأشار إلى الدور الآخر للسيدة الزهراء (س) كـ مفسرة عميقة النظر، قائلاً: "إنّ التفسير يعني كشف الوجه الخفي للآيات القرآنية، والسيدة فاطمة الزهراء (س) تكشف ببراعة لا نظير لها عن الوجه الخفي للآيات، وتستعين بها لتحليل وتبيين وجذور الحقائق الاجتماعية القائمة."

كما أشار إلى دورها (س) كـ "ناقدٌ عظيم"، موضحاً: "للسيدة الزهراء (س) كلمات قوية ونارية في جانبين، انتقاد النظام الحاكم وانتقاد الوضع العام للناس وخاصة المهاجرين والأنصار الذين نسوا ماضيهم المشرق وتخلوا عن نصرة الحق."

وصرّح الشیخ مرتضى دانشمند أنه لا يزال دور فاطمة الزهراء (عليها السلام) كخبيرة في القضايا القانونية، وعارفة بالتيارات والتوجهات والتكتلات والاستقطابات الاجتماعية، وفنانة وخبيرة فنية، ومعلمة وخبيرة تربوية، وعشرات الألقاب الأخرى، غير معروف لمجتمعنا وشبابنا، مبيناً أن محصلة كل هذه الأدوار التي قامت بها السيدة الزهراء (عليها السلام) في حياتها القصيرة ولكن المثمرة، هي نفس الكلمة التي قالها النبي (صلى الله عليه وسلم) مراراً في وصفها: "ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين".

4314188